اولاد رحمون بلا امية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إطلالة تاريخية عن الأمية في الجزائر

اذهب الى الأسفل

إطلالة تاريخية عن الأمية في الجزائر Empty إطلالة تاريخية عن الأمية في الجزائر

مُساهمة من طرف صبرينة الأحد مايو 24, 2009 2:52 pm

ما من شك أن الكثير لا يعلم أن الأمية كانت منعدمةفيالقطر الجزائري قبل دخول الاستعمار، وخير دليل ما استدل به وأكده بعض الكتاب الغربيون والجزائريون.. ويقال إن نسبة الأميةفيوسط المجتمع الجزائري يوم دخول الاستعمار سنة 1830 م كانت تقدر بـ5 % أي أن هناك 95 % من الشعب الجزائري يعرف الكتابة والقراءة، وكتبعنذلك الرحالة الألماني "فيلهلم شيمبرا" حين زارالجزائرفيشهر ديسمبر 1831 م، يقول: "لقد بحثتُ قصدًاعنعربي واحدفيالجزائريجهل القراءة والكتابة، غير أني لم أعثر عليه،فيحين أني وجدت ذلكفيبلدان جنوب أوروبا، فقلما يصادف المرء هناك من يستطيع القراءة من بين أفراد الشعب"...
هذا وكانت نسبة المتعلمينفيالجزائرتفوق نسبة المتعلمينفيفرنسا، فقد كتب الجنرال "فالز" سنة 1834 م بأن كل العرب (الجزائريين) تقريبًا يعرفون القراءة والكتابة، نتيجة توفر مدرستينفيكل قرية...

وقد لاحظ مؤرخون فرنسيون، أمثال الجنرال "ولسن استرهازي" و"إسماعيل أوربان" أن الجزائريين الذين يكتبون ويقرؤون كانوافيذلك العهد أكثر عدداً من الفرنسيين؛ تزيد نسبتهم على 55 %، استطاع الجنود الفرنسيون الأميون الجهلاء تخفيضها إلى حدود بات معها الشعب الجزائري أقرب ما يكون إلى الأمية الشاملة،فيأظلم حقبة زمنية مرتفيتاريخه كله، وهذا بشهادة الجنرال الفرنسي "دوماس"؛ الذي قال سنة 1901 - أي بعد حوالي 70 سنة من الاحتلال – أن نسبة المتعلمين من الأهالي لا تتعدى 3.8 %، وبعد قرن من الاحتلال أصبحت نسبة الأميين من الجزائريين 92.2 % بين من تتراوح أعمارهم من 5 إلى 18 سنة، و90 % بين ما تجاوزت أعمارهم ثمانين عامًا. وتشرد أكثر من مليون ونصف المليون طفل جزائريفيالشوارع، وهمفيسن الدراسة، لأنهم لم يجدوا المكان ولا من ينفق عليهم...
ويرجع الدارسون السبب إلى تعسف السلطات الاستعمارية تجاه الأطر التعليمية الجزائرية، التي كانت موجودة آنذاك، بتعطل أداء المدارس التعليمية والخيرية؛ وإغلاقها الكتاتيب القرآنية والمدارس بحد القانون الاستعماري الجائر، وتعمد إقصاء انتظام الأبناء الجزائريين من التعليمفيالمدارس الابتدائية والثانوية والجامعية الفرنسية، حيث لم تصل النسبة المئوية 5 % سنة 1941 مفيسن الدراسة الابتدائية، وفي عام 1929 م بلغ عدد التلاميذ الجزائريين 6 % من مجموع تسعة مائة ألف تلميذ. ولم يكن مجموع ما يقبل من الطلبة الجزائريين، الذين يقبلونفيالتعليم الثانويفيالمدارس الفرنسية يتجاوز سنويا 84 تلميذ قبل عام 1900 م، و150 تلميذا قبل عام 1914 م. وفي التعليم الجامعي فقلما تجد طالبا واحدا...
ومن هنا كانت النتيجة الحتمية لهذه السياسة الاستعماريةفيمجال حق الجزائريينفيالعلم والتعليم والثقافة أن ظل تسعة أعشار أبناء الجزائريين لا يجدون مكانا بهمفيالمدارس، كما نتجعنذلك، ازدياد الأميةفيالجزائريين، والتي تجاوزت نسبتها مطلع الاستقلال 92 %.
بعد الاستقلال كان على الدولة رفع التحدي لمكافحة شبح الجهل، فعمدت إلى فرض إجبارية التعليم وفتح المدارس، وبناء الثانويات والجامعات، وكانت نتيجة ذلك بعد الإحصاءات العامة الأربعة أن تدنت الأمية إلى نسبة 26.5 %.
سجل أول إحصاء سنة 1966 م، حيث بلغت نسبة الأمية 74 % (60.30 % ذكور و85.40 % إناث)، فيما سجل الإحصاء الثاني سنة 1977 م نسبة أمية تقدر بـ 61 % (48.20 % ذكور و74.30 % إناث)، تلها إحصاء ثالث سنة 1987 م، بلغت نسبة الأمية فيه 43.60 % (31.80 % ذكور و56.66 % إناث)، وشهد الإحصاء الرابع سنة 1998 م انخفاض الأمية إلى نسبة 31.90 % (23.65 % ذكور و40.27 % إناث)...
ومن خلال تحليل المختصين لهذه المعطيات أقروا أن استمرار انخفاض نسب الأمية على نفس هذه الوتيرة سيؤجل القضاء على الأمية إلى ما بعد 3 عقود من الزمن مما سيتسببفيتجميع الهوة ما بينالجزائروالدول المتقدمة

صبرينة

عدد المساهمات : 48
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 30/03/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى